samedi 15 août 2009

إيش خلال القرون الوسطى
لا يوجد وثائق قرطاجية مكتوبة, إلا أن المؤلفين الرومان في القرن الأول كانوا يسمون أهالي هذه الناحية من الجنوب بالجيتول بينما كان يلقب أهالي الشمال بالنوميديين. فالجيتول لم يستعملوا سوى لغة غير مكتوبة. لم يبدي الرومان أي اهتمام بجنوب البلاد, فلقد عزلوه بحائــط أقيم جنوب سبدو و قرب سعيدة يدعى " ليماس" و كل البلاد التي كانت جنوبه كانت تدعى بلاد البربر. أما الوندال و البيزنطيون الذين كانوا يحتلون إفريقيا الشمالية بين القرن 5 و 7 لم يأتوا إلى هذه المنطقة التي كانت مستقلة تماما.

وإيش قرية أزلية تضرب في عمق التاريخ، وقد أوجدها الفينيقيون قبل اربعة الاف سنة لم يتم الحصول على معلومات أخرى إلا بعد الفتح الإسلامي أواخر القرن 7 (1 هـ) خاصة بفضل مؤلفين عرب مث أبن الحاكم (ق 9), البكري (ق11), ابن الأثير (ق 12), ابن العذري (ق 13) و ابن خلدون (ق 14 ).دخل الإسلام مع بداية القرن الثامن. استنادا إلى النويري و عبد الرحمان ابن خلدون تمت الأسلمة بين 708 و 720 (89 إلى 101 للهجرة) في عهد موسى بن نصير و بمساهمة من القائد المغربي طارق بن زياد الذي كان يعمل لحساب الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. لم يبعث المسلمون جيوشا الى هدا المحور وإنما اكتفوا بتكليف مبعوثين لطلب الموالاة إلى رؤساء قبائل و قصور الجنوب فخضعوا لذلك و التزموا بترك الوثنية و تبني الدين الجديد الذي تم تعليمه لهم بواسطة " طلبة " من ناحية تلمسان, فبنوا لجل ذلك قاعات للصلاة. التزموا كذلك بدفع الزكاة و تجدر الإشارة أن في وقت الأسلمة لم تحدث أي هجرة للعرب ا لى هدا المحور(فجيج/العين الصفراء). استمر السكان في تكوين النسق البربري المتجانس الذي لا يستعمل اللغة العربية إلا أثناء الصلوات و بصفة جزئية أثناء الدروس الدينية التي يلقيها "الطلبة".
في نفس الفترة التاريخية, توسعت في المشرق عدة انفصالات دينية, قدم بعضها إلى المغرب للابتعاد خاصة عن الحكم الأموي و نشر أفكارهم. وكان من بين الفارين من المشرق ادريس الاول الدي أسس دولة الادارسة سنة سبعمائة وثمانية وثمانين وعمّرت زهاء القرنين اي الى غاية تسعمائة واربع وسبعين وقد تعرض الاشراف الادارسة للضغط والتنكيل على يد ابي العافية فتشتوا في انحاء المغرب وكانت المنطقة الشرقية ملاذا امنا فلجأ بعض منهم إليها
تأسست في منتصف القرن الثاني عشر الحركة الموحدية على يد ابن تومرت. إثر ذلك, استولى الموحدون, شيئا فشيئا, على كل المغرب بقيادة عبد المؤمن, بربري من ندرومة, في هذه الفترة انضوى هدا المحور(فجيج/العين الصفراء) تحت الحكم الموحدي. كان ارتقاء الحكم الموحدي حدثا مهما: فلأول مرة في تاريخهم, حكم البربر بأنفسهم و لحسابهم كل المغرب؛ و لأول مرة, خضع هدا المحور لنفس السلطة المركزية مثل الشمال بعدما كان مستقلا منذ عهد الجيتول؛ و كذلك شاع تطبيق المذهب السني, المفروض من طرف الموحدين,. كان انشغال الموحدين بإخضاع المغرب و إسبانيا حائلا لممارسة الحكم بصفة مباشرة على هدا المحورلذلك فوضوا سلطتهم إلى أحد القبائل البربرية التي سبق توظيفها في عملياتهم العسكرية؛ إنها قبيلة عبد الواد. تعتبر هذه القبيلة من زناتة وسين . كان نفوذها قويا بحكم خدمتها للموحدين؛ لذلك نالت حق الإقطاع على ناحية جبال القصور. أي أن بنو عبد الواد كانوا يحكمون هدا المحور لحساب الموحدين: نظمت دورات لمراقبة الأمن و اقتطاع الضرائب الشرعية التي كانت في غالب الأحيان عينية (ماشية, سمن, حبوب, أفرشة...) خاصة الخراج منها الذي كان مفروضا على القبائل الخاضعة للحكم. بعد جباية كل ذلك, كان بنو عبد الواد يحددون النصيب الذي يدفع للخزينة العامة و الذي يعود لحاكم الموحدين بتلمسان.لم يمض قرن من الزمن حتى بدأت تظهر المشاكل للدولة الموحدية التي اتسعت رقعتها.
في القرن 13, تنكر يغمراسن – زناتي من قبيلة عبد الواد – الذي كان حاكما على تلمسان للحكم الموحدي و أسس الدولة الزيانية. بسبب ذلك, أصبح كل هدا المحور إقطاعا لزناتة عبد الواد اي جزءا من المملكة الزيانية.في نفس الفترة التاريخية, انتصرت قبيلة زناتة بني مرين على جيوش الموحدين و أسست الدولة المرينية في المغرب. بعدما ازدادت الصراعات بين الزيانيين و المرينيين اتخذ يغمراسن قرارا مهما باستقدامه قبيلة بني عامر من ناحية بســــكرة, و هي فرع من عرب زغبة بني هلال. أوكلت لها مهام التجنيد لخدمة جيش يغمراسن في حربه ضد المرينيين و لحماية الدولة الزيانية الممتد إلى غاية تافيلالت جنوب المغرب. في مقابل ذلك تنازل الملك الزياني عن حق الإقطاع لبني عامر بهدا المحور أين استقرت فيه أعداد كبيرة منهم. أصبح إذن عرب بني عامر سادة هذه المنطقة التي يشغلونها بحكم أنهم ممثلين للسلطة الزيانية. لعب بنو عامر نفس الدور الذي قام به بنو عبد الواد للموحدين في القرن السابق. لذلك, و مع نهاية القرن 13, أصبحوا ملاك لجزء كبير من المنابع المائية و آبار و أراضي هدا المحور و امتزج هؤلاء العرب بالسكان المحلين الذين كانوا يعيشون في تجمعات حضرية على ضفاف الأودية و الأنهار بهدا المحور كعسلة و مغرا روتقلقولت و الصفيصيفة و إيش و تيوت ، و ينتشرون في الهضاب و السهول و كان لهذه القبائل العربية الفضل في تعريب سكان المنطقة و الامتزاج بهم بالمصاهرة و المساكنة و المثاقفة و التكامل الإقتصادي و التجاري.للإشارة فقط فقصرتقلقولت هدا وكما أكد مجموعة من شيوخ الصفيصيفة سكنه اولاد عامرالصفصاف (العقلة) ليقيم بعدهم أهل إيش " زناتة " بجرف تقلقولت حتى حضر مولاي أمحمد بن زيان فكان من البدو الرحل صاحب ماشية يَخْدمه رعاة، فطلب من خدامه أن يسقوا من الواد، فَكَثر الجدال فدبح اهل إيش عَبْدٌ من عبيده اسمه عسوق رحل أمحمد بن زيان إلى واد غير لطلب النجدة.و أخيرًا اتفق مع مؤذن أهل إيش (علي بن باية) بأن يسمح لجيشه بالدخول بترك أبواب القصر مفتوحة لتدخله دون إراقة الدماء، طرد أهل إيش إلى لمظرف قرب سيدي عبدالله الدي يبعد اربع عشر كيلومترعن الصفيصيفةبعد ما كافأ مولاي الشريف بن باية بأراضي
اما كانديني فيرى ان تشيد قصر إيش يعود على ما يبدو الى بداية القرن13.وهناك فرضيتان يمكن التوفيق بينهما :
انتقال احد شرفاء لوداغير من فيكيك واستقراره بالمظرف على بعداربع كيلومترات مما اصبح يعرف اليوم بايش بعد دلك انتقل الى ايش وبنى بيتا بالقرب من الوادي في مكان عبارة عن مفترق طرق طبيعي,لكن هده
الفرضية يرفضها اهل ايش بشكل قاطع ويؤكدون ن لا علاقة لهم بالفيكيكين.ويقولون ان اولاد سيدي موسى(الشرفاء)هم الدين سكنو المنطقة اول مرة وبعد ذلك التحق بهم اولادعلال واولاد يعو بعدما طردوا من الصفيصيفة,وفي نفس الوقت نزل السي ع الله واخوته بالمظرف قادمين من بغداد وقد مكثوا في المظرف4سنوات قبل ان يلتحقوا باولاد سيدي موسى بإيش هؤلاء(الاد سيدي موسى)سيرحلون فيما بعد ويستقرون بمنطقة انكاد.
ويمكن التوفيق بين هاتين النظريتين بالقول أن تأسيس ايش كان على يد الشرفاء اولاد مخلوف وهم بنو عمومة اولاد سيدي موسى جاؤا من فكيك وقبلها جاؤا فارين من فاس حيث تعرضوا للطرد من طرف ابي العافية الدي كان يطارد الشرفاء الادارسة,وبعد دلك لحق بهم اولاد علال قادمين من فكيك واولاد قاسو من تنزارة.
وهكدا تشكل تجمع بشري على جانب الوادي دو المياه الوفيرة وفي بعض الاحيان كانوا يتعرضون للجفاف وإدا توالت سنتان من الجفاف، فإن ذلك كان يؤدي إلى المجاعة كما حدث عام (303-305هـ) و عام (776-778هـ)، و إذا استمر الجفاف ثلاث سنوات فتلك لا محالة هي الكارثة، إذ كانت تنفذ المؤن و المدخرات، وترتفع الأسعار، و قد تنبه ابن خلدون إلى هذه الحقيقة وعبر عنها بقوله "فطبيعة العالم في كثرة الأمطار و قلتها مختلفة، و المطر يقوئ و يضعف و يقل و يكثر و الزرع و الثمار و الضرع على نسبته، إلا أن الناس واثقون في أقواتهم بالإحتكار فإذا فقد الإحتكار عظم توقع الناس للمجاعات فغلا الزرع.كما كانت العواصف البردية القوية التي كانت تحدث في آخر كل خريف خلال فصل الشتاء تتسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية وقتل البهائم والبشر، كما حدث عام (679هـ/1280م)، حيث "كانت الريح الشرقية بالمغرب دامت ستة أشهر فاعقبها الوباء العظيم والأمراض الكثيرة، و كانت بلاد المغرب الأوسط تتعرض كذلك إلى الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، فكانت تؤدي إلى منع الحرث و البذر، و إتلاف المحاصيل الزراعية، ولم تقتصر خطورة عدم انتظام التساقطات هذه في ما تحدثه من سيول بل في تهيئتها الأرضية لتفشي الأوبئة ذلك أن سقوط الأمطار بعد فترة من الجفاف، أو في غير موعدها يؤدي إلى ظهور بعض الأوبئة، وفي هذا الشأن يذكر حسن الوزان "بعض السنين ينزل المطر في شهر يوليو، فيفسد الجو كثيرا، و تنشأ عنه حمى حادة تشتد على أكثر الناس و لا ينجو منها إلا القليل"،
، هذا وقد كانت الآفات الحشرية تتسبب هي الأخرى في حدوث مجاعات، و منها الجراد الذي ظل يكتسح بلاد المغرب الأقصى بشكل مستمر، و الذي كان لا يترك وراءه إلا الأغصان اليابسة ، وقد ذكر علماء الزراعة و الأغذية أن أخطر أنواع الجراد، الجراد الصحراوي، الذي ينتشر أفقيا من الهند إلى المغرب، و عموديا من سواحل البحر المتوسط إلى خط الإستواء، و غالبا ما ينتشر في شمال إفريقيا خلال فصل الربيع و في إحدى رسائل الأمير علي بن يوسف (500-537هـ/1106-1143م) يصف الدمار و الخراب الذي يخلفه الجراد ، بما يلي "إن الجراد داء عضال، و إن كان كما يقول - من البحر نشره فإنما هو جمرة تحرق البلاد، و تجيع العباد و شأنها الفساد (...) ينزل بالوادي، قد امتلأ عشبا ، و طلعت أزهاره شهبا (...)" فيتركه جمرة سوداء، لا يجد فيها الضب عرادا و لا النبت أراكا و لا قتادا..."و وقد داهم الجراد بلاد المغرب سنة ـ/1228م فأتى على المحاصيل بجميع أنواعها، فارتفع القمح ومختلف المواد الغذائية و تكرر قدومه سنة 630هـ/1232م فعمت المجاعة بسببه بلاد المغرب الإسلامي، فانعدمت فيه الأقوات، و نقصت الغلات، و قلت مردودية الأرض ، و ذهب معظم الإنتاج، فتضرر الإنسان والحيوان معا،ومن اخطر المجاعات مجاعة 776هـ/1374م وصفتها المصادر التاريخية بالمجاعة الكبرى، و المجاعة العظيمة في هذا الصدد يذكر ابن القاضي أنه في عام 774هـ/1373م "بدأ الجوع و الغلاء والموت بمصر و العراق و الشام كما نكبت سائر أقطار المغرب حيث وصفها ابن قنفذ بقوله "وفي هذه السنة (776هـ) كانت المجاعة العظيمة بالمغرب وعم الخراب به"وفي أوروبا سمي عام 776هـ/1374م بعام الجوع، و لم ينج من هذه المجاعة إلا بلدان أوروبا الشمالية وهده الاحداث كانت تؤثر على سكان المنطقة فيظطر بعض السكان الى الهجرة الى مناطق اخرى.
ولقد كان السي ع الله اول قائد لإيش وكان همه الكبير هو نشر الامن حيث نجح في اقناع اولاد علي واولاد يعو من عدم مهاجمة اهل الصفيصيفة كما عمل على التقريب بين العائلات التي كانت اصولهم متعددة والافت للانتباه ان تاريخ هده الجماعات التي سكنت إيش بقي مجهولا لحد الان ودلك لانعدام المراجع والمصادر التي تتحدث عن المنطقة وهكدا تبقى فترة القرون الماضية مجهولة ولانعلم عنها الشئ الكثير،فحتى ا لتاريخ القريب لايش اي حوالي القرن والنصف الاخيرين وصلنا فقط بشكل شفاهي غير مدقق ويحتاج الى كثير من التدقيق وكل ما هو معروف ان عند تولي القايد بن الدين رحمه الله تسييرالقرية كان لكل فخد من القبيلة نائب يمثلها امام القايد وكان هداالنائب يتلقى تعليماته من القايد كان عليه تنفيدها لكن النائب كان يستغل سلطته فقط للسيطرة على البسطاء وفي سنة 1943 الغي دور النائب ولم يعد هناك اي وسيط بين القايد والعائلات وهكدا اصبح الحكم مطلق بيد القايد فاستغنى عن نواب العائلات واستشارتهم واصبح يتخد قرارته بشكل فردي وكان لا يستشير الا اقربائه خاصة الاخوة والاعمام ،والقايد كان يختار من بين نواب الافخاد من طرف العامل بفكيك بتفويض من السلطان .وبالعودة الى الوثائق والروايات الشفهية يمكن التعرف على لائحة القياد والشيوخ الدين تعاقبوا على تسير شؤون إيش منذ 1770م -محمد بن قدوربن علي-الشيخ النعيمي-محمد بن علي -الحرمة بن علي شبيه سان فانسان دي بول تولى التسير1907م وتوفي سنة 1930الحرمة بن علي -حمزة محمد تولى التسيير من1931 الى1943ثم بن الدين بن محمد اخ حمزة.
.

1 commentaire:

allal a dit…

المرجو من كاتب الموضوع ان يدلنا على عنوانه البريدي و شكرا